مروة صابر

السبت، 26 فبراير 2011

لم نكن نملك سواه !




كان يسكننى حلم كبير بأن كل شىء فى  بلدنا  سيتغير
وكنت كلما تحدثت مع زميلاتى  سخروا من كلامى 
وقالوا لى  مستحيل  يحدث  هذا التغيير  بلدنا ستظل هكذا

ولكى أكون صادقه أنا لم أكن أملك سوى حلم 
حاولت رسمه  أمام كل من يقابلنى 
ولكن معظمهم سخروا منه  أو ربما الواقع هو الذى سخر

لم أكن أعلم ما الذى  سيحدث لتتغير مصر
ولم يخطر ببالى أبدا أن تحدث ثورة 
ولكنى كنت أراقب  الضغوط التى تراكمت  على الناس 
حتى أصبح  الكل يشكو  من كل شىء 

تسير مع زملائك فى الجامعه فيشكون حال الأساتذه  وحال التعليم  والمصروفات

تركب الميكروباص  تسمع شكوى الناس من غلاء الأسعار  وتدنى الأجور 

تذهب إلى المصالح الحكوميه فترى الموظفين البؤساء 

والجميع يبدو عليه الصمت ولكنه يصرخ بداخله

وإن تشجع أحدهم  ورفع صوته ونادى بحقوقه  وجد يدا تربت على كتفه 

فيلتفت فيجد وجها طيبا سمحا يبدو عليه الشقاء 

يقول له : اصبر  هذا حالنا جميعا ولا تحاول رفع صوتك ثانيه ، أصوات كثيرة  ارتفعت ثم اختفى صوتها  للأبد  
فيقلع الرجل عن شجاعته ويتمسك بالصبر  

من المنطق أن يقوم هؤلاء الناس  بالثوره 
فربما يرى البعض أننا الشباب أقل ضغوطا من آبائنا
أومن يعولون أسرهم  والحقيقه أن نصيبنا من الضغوط كان أكبر

لأننا نشأنا فى عصر مختلف وظروف  عجيبه 
بالرغم من أن العالم تقدم  واعتمد فى تقدمه على الشباب
إلا أننا عانينا ا من التهميش الشديد فى كل مكان 
فى البيت  دفنت الأسره مواهبنا  وقالت انتبهوا لدراستكم  
ولما درسنا  قال لنا المعلم لاتجتهدوا كثيرا فالنتيجه معروفه مقدما  بعد التخرج  لاعمل ولا تعيين

والمشكله أن مرحلة الشباب  مرحله مليئه بالقوه والطاقه والحيويه 
ونحن لم نجد شيئا نفرغ فيه طاقتنا 
إذا تكلمنا قيل لنا عيب  و إذا طالبنا بحقوقنا  نصحنا الكبار بالصمت  
فتكون بداخلنا بركان خامد  من الغضب والسخط 
والإحساس الشديد بالظلم  والإحباط الشديد  وأمل قليل 
فلما نجح شباب تونس  ازداد داخلنا الأمل 
وبدأنا نقرأ تجربة تونس  وكانت ملهمتنا الحقيقيه الثورة التونسية

لم نتوقع أن كل هذا سيحدث 

مساء يوم 24 يناير سألتنى صديقة لى  : هل تعتقدين أن العدد سيكون كبير  وهل سيشارك كل الشباب ؟

قلت لها سيكون العدد محدودا  وسيأتى الأمن المركزى  لينهى كل شىء 

ثم صمت وقلت فى نفسى   ولكنى  أشعر أننا سننجح مثلما نجحت تونس

 المثير فى الأمر اختيار الشباب  ليوم 25 يناير يوم عيد الشرطه
كان اختيارا موفقا فقد استفز رجال الشرطه جدا واستفز الإعلام الحكومى

الذى بدأ يتحدث  عن مظاهرة 25 يناير  وبدون قصد منه

أعلم الجميع أن هناك مظاهرات يوم 25 يناير 
فهو كان يقصد  إحباط الشباب وتخويفهم ولكن حدث العكس

وكان أداة فاعلة فى الترويج ليوم 25 يناير 
بالإضافه إلى الفيس بوك  الذى بدأ هذة الثوره وتابعها

كان يحركنا الأمل والتفاؤل  وحبنا العميق لمصرنا الحبيبة 
لم تكن الصورة واضحه أمامنا ولم تكن مكتمله
   ولم نكن نعلم ما الذى سيحدث  بعد ساعات  ولم نتوقع أبدا سقوط شهداء 
والشهداء كانوا أول عامل من عوامل نجاح الثورة  

مرت الثورة  فى بداياتها  بعدة مراحل 

البذل والتضحيه

كان معظم الشباب لم يكن قد أنهى  امتحانات نصف العام ومع ذلك
  حاول أن يذاكر ويجتهد وينزل المظاهرات  ومنهم من ترك الإمتحانات  ولم يترك الميدان ساعة واحده

التحدى

فى هذة المرحلة  سقط الشهداء  الأبطال الذين أناروا لنا الطريق  فكبر داخلنا الأمل و  قويت إرادتنا وكانت معركة التحدى

الصمود

كلما سقط شهيد أو أصيب أحد كلما صمد الناس أكثر  وصمموا على تحقيق مطالبهم  التى ارتفعت 
حتى وصلت إلى ارحل
طبعا لم يكن هذا شعار اليوم الأول  أول شعار كان تغيير حريه عدالة اجتماعية

كان هناك سؤال يلح على دائما :
لم حاول النظام  إحباط الشباب ؟ ولم  حاول تهميشهم؟ 
ولم يريده شباب  لا هدف له؟  ولم يهيئون كل السبل لطرده من بلده؟ 
لم حرموه من أبسط حقوقه ؟
لم يريدون للسباب أن يكره وطنه وأن يكون بلا إنتماء؟ 

وبعد ثورة 25 يناير  عرفت الإجابة .

تحيه  لشهدائنا الكرام  تحيه لشبابنا البطل 

تحيه لكل الذين شاركوا فى هذة الثورة العظيمة

 تحيه لكل المصرين فى كل مكان  تحيه لك وطننا العظيم  نأسف  لأننا تأخرنا عليك

 والحمد  لله قد عدت لنا  و أصبح  لنا وطن 


مروة صابر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق