مروة صابر

السبت، 8 يناير 2011

وداع واستقبال


ودعت شمس الأصيل القرية الخضراء الجميلة بأشعتها الحمراء الواهنة ليأتى الليل ليدثر هذة القرية بغطاء حالك سميك .
وفى بيت ريفى صغير يقع فى منتصف القرية أخذت جميلة تطلق الصيحات المدوية فى جنبات الغرفة فقد جاءها المخاض واشتدت عليها الآلام وتفصد العرق من جبينها وأخذت بطرف كمها ووضعته فى فمها كى تكف عن الصراخ فلم تفلح وزوجها سالم بجوارها حائر فيتحسس جبينها فيجده ساخنا جدا فقد ارتفعت حرارتها وأصبحت وكأنه كتلة حرارية والجنين مازال مستقرا فى رحمها لا يريد أن يرى الدنيا .
خرج سالم مسرعا يطرق الأبواب يبحث عن طبيب  القرية فأعاره أحد الماره هاتفه الخلوى واتصل بالطبيب فوجده خارج القرية فنصحه أحد الناس بأخذها إلى المستشفى وأشار عليه آخرون بأخذها إلى أحد العيادات الخاصة فاستأجر سيارة وعاد إلى زوجته ليصطحبها إلى المستشفى  فوجد أنفاسها قد هدأت وصوتها قد خفت وكأنها  أضحت فريسة لهذة الالام ولم تعد تقوى على مصارعة التعب .
نقلت جميلة إلى المستشفى وفحصها الطبيب فنادى فى الممرضات أن يعدوا غرفة العناية المركزة احتلت الدهشة والقلق وجه سالم الذى اسود من الحزن
كانت حالتها خطيرة للغاية كانت لديه أو لديها فرصة واحدة للحياة
وتمسك الجنين بفرصته ليرى الحياة ولتفارق أمه الحياة .


 مروة صابر